الاثنين، 21 ديسمبر 2020

العلجوم القوقازي.. في وادي الكرس

 لا يعرف الليفانتيون كثيراً العلاجيم من جنس Bufo، وهي ضفادع كبيرة الحجم، وبراري الليفانت تحتوى على نوع واحد فقط، ولسوء الحظ هو مهدد بالإنقراض حسب قائمة IUCN redlist .

العلجوم القوقازي Bufo verrucosissimus.  تم ذكره في منطقة الليفانت في دراسات مختلفة ففي تركيا ذكر هذا النوع في دراسات عديدة أخرها (Jablonski1, Sadek 2et al: 2019), وقد حددت مناطق انتشاره من آلانيا إلى مرسين ولواء اسكندرون شرقاً، وذات الدراسة حددت موقع لوجوده في لبنان، أما في سورية فقد ذكر التقرير الوطني الخامس لإتفاقية التنوع الحيوي 2016 عن (المصري وآخرون 2009) أن هذا النوع موجود في محمية الفرلق في أقصى الشمال الغربي لسورية.

على مدار سنتين قام الكاتب بالبحث عن هذا العلجوم في مناطق مختلفة من السلسلة الساحلية، ولم ينجح في العثور عليه سوى في موقع واحد هو وادي الكرس، إلى الجنوب الغربي من مدينة صلنفة.(لم يشمل البحث محمية الفرنلق لتعذر الوصول إليها بسبب التواجد العسكري فيها) وقد تم التأكد من ظهوره على مدى الأعوام 2019- 2020 ولا ندري إن كان هذا الموقع قد ذكر في دراسات سابقة إلا أن العثور عليه في وقتنا الراهن في هذا الموقع هو بحد ذاته إنجاز نتباهى به. 



لاحظ الكاتب، أن هذا العلجوم المسالم جداً يظهر غالباً في الشتاء والربيع في المجرى النهري الموسمي الذي يتدفق من مناطق قريبة من محمية الشوح والأرز في صلنفة، وفي بعض الأوقات التي يحتاج بها إلى التنقل بحثاً عن الماء يمكن أن يشاهد مدهوساً على الطرقات الإسفلتية نتيجة مرور السيارات. وقد قام بتوثيق إحدى حالات التكاثر لهذا البرمائي في إحدى البرك العذبة القريبة من قرية "دريوس" وكان ذلك في شهر آذار من العام 2019 حيث اجتمع عدد من الذكور لتلقيح أنثى واحدة، في مشهد صادم بعض الشيء إذ عانق عدد كبير من الذكور أنثى واحدة كانت (على ما يبدو) أكثر جاهزية من غيرها للتكاثر وكانت تخرج منها بيوضها على شكل سلاسل سوداء. 


تكاثر العلجوم القوقازي، ويظهر ثلاثة ذكور تحاول تلقيح أنثى واحدة
مضر سليمة- آذار 2019
تتحول البيوض إلى شراغ في الصيف وتكون أغلب مصادر المياه قد جفت، فتختبئ في مكان رطب بانتظار قدوم الأمطار.






السبت، 5 ديسمبر 2020

أشجار التفاح البري اللبناني في تناقص خطير

 

شجرة التفاح البري اللبناني ليست شجرة عادية بل هي -بجمالها وثمارها- تحفة أبدعتها الطبيعة، وهوية نباتية فريدة لطبيعة جبال شرق المتوسط؛ لها الفضل بكونها أصل للتفاح الحالي، أصّل منها مزارعوا هذه المنطقة عبر آلاف السنين سلالات مختلفة من التفاح حتى وصل لى شكله الحالي. وهي الآن مهددة بالإنقراض، حيث تناقصت أعدادها بشكل مخيف، وبات كثير من المزارعين جاهلون بوجودها أو فائدتها حتى في موطنها الأصلي.

شجر تفاح بري من لبنان- خالد طالب

 في ظل هذه المعطيات المخيبة، عثر كاتب المقال على عدد قليل من الأشجار أحدها تبدو معمرة، اكتشاف مفرح يشوبه القلق من أن يصيبها ضرر بحريق أو منشار حطاب جاهل

.

ما هي أشجار التفاح البري اللبناني؟

هي نباتات معمرة مثمرة، الإسم العلمي هو :malus trilobata تنمو على شكل أشجار يصل إرتفاعها إلى 20 متراً موطنها الأصلي هو جبال لبنان وسلسلة الجبال الساحلية السورية ووشمال فلسطين المحتلة وتركيا وهناك تقارير تذكر وجودها في اليونان تنموا طبيعيا على ارتفاعات تتراوح مابين 1000 و 1500 متر ، أما حالياً فقد ازدهرت التجارة بهذه الشجرة في أوربا وأمريكا وأصبحت زينة بهية للحدائق.

 

النسيان يهدد الشجرة في موطنها:

ساعد نمو التفاح البري اللبناني في الجبال في هذه المنطقة الزاخرة بالنشاط البشري في نأي كثير من أشجاره عن الاندثار،  ولكن الإستهلاك الجائر لموارد الطبيعة بلغ حداً لم تعد قادرة على تعويضه، وفي وقتنا الراهن؛ يتجه هذا النوع ليصبح منسياً في موطنه الطبيعي، وقليلون  من أبناء المنطقة من سمع بوجوده، ومن يقطع أشجار الغابات؛ هو برغم درايته بالأنواع، إلا أن منشاره لايميز بين ما هو نادر وما هو متوفر، فهو لا يثتثني حتى الأشجار ذات الأخشاب الرديئة أحياناً، وقد وأتت النيران التي اجتاحت مناطق شاسعة من شرقي المتوسط في هذا العام 2020 على عدد كبير من منها. فيما لم تبدي البلدان التي تنموا أشجار هذا النوع في أراضيها إهتماماً يذكر لحماية ما تبقى منها، فالرغم من وجود قوانين صارمة لحماية الأشجار في هذه البلدان إلا أن ضغف سلطة الدولة وتردي وضع المؤسسات ساهم في تناقص أعدادها وندرتها.

الشكل 1 
شجرة تفاح بري لبناني معمرة - جبال الساحل السوري-
 مضر سليمة 2020

يدفعنا هذا الواقع المأسواي لهذه الشجرة للتذكير بالدور الذي لعبة المزارعون الأوائل في هذه البقعة من العالم فقد
كان لنشاط المزارع المشرقي أثر كبير في ظهور سلالات جديدة لأنواع مختلفة من الكائنات البرية من نباتات وحيوانات، بعد أن أستطاع  تدجين سلالات برية عدّة كانت أكثر فائدة له في صراعه لأجل البقاء، وكان لهذا التدجين -رغم أهميته في بقاء الإنسان- دور في انقراض كثير من السلالات الأصيلة نذكر منها "ثور الارخص"  Bos primigenius وهو أصل الابقار الحالية؛ الذي انقرض من العالم في القرن السابع عشر، وكذلك الحمار السوري البري Equus hemionus ssp. hemippus"" "الجحش" الذي انقرض بدوره في مطلع القرن العشرين، وبالرغم من أن قدرة النباتات على النجاة من الانقراض هي اكبر من قدرة الحيوان، إلا أنواعا من الأشجار البرية باتت في عداد المهددة ومنها التفاح البري اللبناني. ونخمن أن اختفاء عدد كبير من الحيوانات البرية بسبب الصيد الجائر، لعب دورا في عدم قدرة هذة الأشجار على التجدد، فبعض الحيوانات والطيور التي تساهم في نقل البذور لتزرع في مكان آخر؛ لم تعد موجودة، وبعضها الآخر هو في أدنى مقدلاته،  يتزامن ذلك مع انخفاض قدرة هذه الشجرة على التجدد إلى سوياتها الدنيا.

الشكل 2
جذع شجرة التفاح المعمرة- جبال الساحل السوري
مضر سليمة 2020


 

البحث عن ناجين والعثور على شجرة معمرة:

قام كاتب المقال بالبحث عن معلومات منشورة تبلغ عن وجود أشجار التفاح البري اللبناني في منطقة الليفانت، فكانت ضالتنا في لبنان من خلال الناشط البيئي خالد طالب وهو مرشد جبلي محلي على درب الجبل اللبناني ومؤسس مجموعة درب عكار:

أكد "طالب" مشاهدته خمسة أشجار بإرتفاعات من 8 ألى 5 متر. في منطقة تقارب مساحتها 20 كم مربع.

مركز حماية البيئة في الجامعة الأمريكية في بيروت وثق هذه الشجرة في عدة أماكن في كتاب بعنوان "أشجار لبنان" تأليف مجموعة من الكتاب ومن هذا الكتاب نقطتف: «أنواع التفاح البري التي تتواجد في لبنان تقع على امتداد جبال لبنان الغربية وبعض منها ما زال يعيش في اهدن وأرزعين زحلتا وسويسة. هذا وإن الإنتشار المحدود للتفاح البري بات مهدداً بعد أن صنفه علماء النبات في خانة المهددة بالإنقراض. في محمية إهدن الطبيعية تقع أشجار التفاح البري على الدرب الذي يمر عبر مقلب العزر»

إحدى الأوراق المتساقطة، وتظهر إحدى
الأشجار في الخلف
جبال الساحل السوري- مضر سليمة 2020 
أما في سورية فقد أجرى كاتب المقال مسحاً ميدانياً لعدد كبير من المناطق الجبلية ولم يستطع العثور على هذا النوع إلا في منطقة واحدة في سلسلة الجبال الساحلية على ارتفاع يقارب 1000 متر. حصيلة المشاهدات هي فقط أربعة أشجار في احدى غابات العذر. أحداها معمرة يزيد ارتفاعها عن 15 متراً وقطر الجذع يقارب 30 سم (الشكل 1،2) وتبعد عنها بما يقارب مئة متر شجرة بقطر يقارب 15 سنتمتر وارتفاع 8 أمتار، ومن بين المشاهدات أيضاً شجرة فتية لايزيد عمرها عن 3 سنوات، أما الشجرة الرابعة فتبعد عن باقي الأشجار ما يقارب كيلو متر واحد

فلسطين والجولان السوري المحتلين: رغم عدم قدرتنا على الوصول إلى معلومات من داخل الأراضي المحتلة، إلا أننا نخمن إختفاء هذه الشجرة من تلك المناطق، ففي الجولان تُنشر معلومات كثيرة عن الغطاء النباتي هناك، ولم ننجح بالعثور على أي منشور عن تلك الشجرة هناك، أما فلسطين، فلم يُذكر وجود هذه الشجرة سوى في الشمال منها، ورغم ذلك، يبدو أن هذه الشجرة لم تعد موجودة هناك.

ولم يستطع كاتب المقال الوصول إلى معلومات منشورة جديدة تبلغ بوجود هذه الشجرة سواء في سورية أو تركيا أو اليونان، رغم وجود بعض الأوراق البحثية التي تحدثت عنها.

ثمار التفاح البري متساقطة على الأرض
مضر سليمة 2020
إعادة التشجير 2020:


بعد الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من الجبال الساحلية في الليفانت وخاصة في  سورية ظهرت دعوات ومبادرات لإعادة تشير المناطق المتضررة، وللأسف لم تنل هذة الشجرة اهتاماً سوى من أفراد قلّة متحمسين، ففي حين ظهرت مبادرات غير مدروسة للتشجير وفق أهواء واماني كثير من عامة الناس التي لاتدرك أهمية خصوصية كل منطقة، دعى الطالب في كلية العلوم "أحمد جليكو" في مقال نشره عبر الفيسبوك إلى التركيز على  زراعة هذه الشجرة موضحاً أهميتها وقلة انتشارها.

 المسح الذي أجراه كاتب المقال لم ينجح في تسجيل الكثير من الأشجار الفتية، وقد بدأ بزراعة الثمار التي جمعها معتمداً على طريقة الزراعة التي وردت في كتاب "أشجار لبنان" ولتعم الفائدة نورد هنا المقطع الذي يشرح العملية:

«حبات التفاح الصغيرة التي يبلغ قطرها سنمترين، لاتظهر بشكل بارز في الخريف إلا أنها تسقط على الأرض المبللة أو المغطاة بالثلج في كانون الاول إن لم يتم قطفها ما أن تنضج في الخريف . عندها يتم غمر البذور المستخرجة منها في الماء ل24 ساعة ومن ثم تخزّن وهي رطبة في البراد 30 يوماً قبل نثرها على التراب حيث تروى دورياً فتنبت الشجيرات الجديدة مما يفسح المجال لزرع أعداد كبيرة منها في أحواض معدّة لها توضع ضمن مساحة محددة».

وقد نوّه الطالب في كلية العلوم "أحمد جليكو" إلى أن البذور الجديدة اللتي نحصل عليها من الشجرة الأم قد لاتكون حاملة لذات الجينات الأصيلة، والسبب في ذلك، هو انتشار أشجار التفاح المؤصل "المدجّن" التي ربما تكون حبات طلعها انتقلت ألى أزهار ولقحتها، وهو ينصح من رغببالحصول على أشجار جديدة بالزراعة من خلال العقل المقتطعة من الشجرة الأم

بالرغم من أهمية هذه الطريقة، أو أية طريقة أخرى قد تساعد هذه الشجرة على البقاء، إلا أننا نؤمن أن الحفاظ على البرية كما هي دون تدخل، والتوقف عن القطع والصيد هو أفضل سبيل للحفاظ على بقائها، ونرجوا ممن يقرأ هذا المقال ويعثر على أشجار جديدة أن يحافظ على هذه الشجرة ، ونحن نعلم أن من يقرأ لايقطع.

الجمعة، 12 يونيو 2020

بين الساحل والجبل، قفزة في الزمن


قد لانستطيع العودة إلى الجوراسي، لنشاهد الديناصورات ولكن الطبيعة أتاحت لنا التلاعب بالزمن "ولو على نطاق ضيق" من خلال تغيير المكان او كما يقول علم الفيزياء تغيير المسافة،
ففي حين تنضج الثمار على الساحل السوري باكراً، إلا انها تحتاج لوقت يزيد عن ذلك شهراً كاملاً على ارتفاع فوق 1000 متر عن سطح البحر. وبالرغم من أن هذه الحقيقة معروفة منذ زمن بعيد، ليس فقط في هذا المكان بل في أي مكان من العالم إلا ان التلاعب بالزمن يساعدنا على اختصار الوقت، أو تكرار المشهد متى أردنا.
Allancastria cerisyi
Allancastria cerisyi 
ففي حين ظهرت فراشة "الإكليل الشرقي"
Allancastria cerisyi في مطلع شباط على الجرف الصخر في أم الطيور شمال مدينة اللاذقية، وسجلنا آخر مشاهدة لها هذا العام على الساحل بتاريخ 27 آذار. ولكن في الجبال على ارتفاع يزيد عن 1000 متر كان المشهد مختلفاً، فهي لم تظهر هناك إلا مع بداية شهر نيسان، واستمر ظهورها حتى بداية حزيران.
هذا الإختلاف لاينطبق فقط على نوع محدد من الفراشات، بل هو سمة مميزة يلحظها من يتنقل بين الساحل والجبل بشكل عام
أوركيد اللسان Serapias orientalis ssp. levantina، نموذج آخر عن هذا الفارق في التوقيت فهو يزهر على الساحل في منتصف نيسان أما في صلنفة فكان ظهوره هذا العام في منتصف أيار.

Serapias orientalis ssp. levantina،
لكن هذا المشهد قد ينقلب تماماً في فصل الخريف، فمع اشتداد البرد على الجبل يُبقي الساحل لكائناته فرصة أطول للبقاء ويؤخر بذلك فرصة ظهور الأنواع الخريفية، ومنها زهرة السيدة العارية Colchicum hierosolymitanum التي تظهر في "صلنفة" في شهر أيلول، وتتأخر على الجرف الصخري المطل على البحر في "البدروسية" حتى كانون الأول.
 Colchicum hierosolymitanum
هذا الإختلاف الموضعي، لاينطبق فقط على هذه المنطقة بعينها، فإي تغيّر في المكان، سيرافقة بكل تأكيد تغير في الزمان، وقد يأخذ أشكالاً مختلفة، فشتاء شمال الكرة الأرضية يترافق مع الصيف في جنوبها، وفي حين ظهر الإنسان البدائي Homoerectus  في منطقة الليفانت بفترة تقرب المليون سنة، ألا أن وجوده في أميركا تأخر مئات آلاف السنين.
هذه الإختلافات التي كثيراً ما تشكل عائقاً في دراسة كائن ما، هي من ناحية اخرى لدى الباحثين ميزة يجب استثمارها. وهكذا تخضع الطبيعة لقوانين الفيزياء، من نيوتن وحتى أنشتاين ومن بعده.


الاثنين، 8 يونيو 2020

ما هو الحوت الذي ظهر قبالة مدينة جبلة؟

.في التاسع عشر من شهر أيار 2020 صور صياد سمك في مياه البحر قبالة مدينة جبلة على الساحل السوري مقطع فيديو لحوت يظهر من بعيد، يظهر ظهره فوق الماء ثم يغطس للأعماق، في هذا الفيديو قال الصياد، أن الحوت من دون ذيل.

أثار الفيديو فضولنا لمعرفه نوع هذا الكائن المسالم العملاق الذي زار شواطئنا، فاتصلنا بعالم الحياة البحرية "لورينزو جوريجياني" Lorenzo Gordigiani   وهو متخصص بدارسة الحيتان بالتعاون مع معهد "تيذيس"  Tethys Research Institute الذي أبدى اهتماماً استثنائياً بهذا الفيديو وقدم لنا معلومات هامة تساعد في تحديد نوع هذا الحوت وقال:
 «من المعطيات التي لدينا (في الفيديو) ، تظهر الزعنفة ومؤخرة الحيوان، ويبدو أنه حوت الزعنفة  (Balaenoptera physalus)»

لرداءة الصورة في مقطع الفيديو، لايجزم "لورنزو" تماما بما يقدمه لنا من معلومات وهو يتفق مع ما ورد على لسان الصياد بأن ذيل هذا الحوت لايبدو سليماً وقد يكون مؤئراً في تغيير نمط سباحة الحوت، وربما قد يكون أيضاً سبباً في ظهوره في هذا المكان».
ويقول:
«نادراً ما تخرج الحيتان ذيلها خارج الماء أثناء الغوص، هذا سلوك حوت العنبر، وإن قبلنا أنه حوت زعنفة وهو الأرجح فتفسير ذلك، أن هذا الحوت بالطبع فقد الدفع والتوازن لذلك سيكون في حاجة إلى بإنشاء زاوية رأسية قبل النزول
وعن التشوه الذي لحظه في الذيل يقول:

«يمكن أن نقول أن ذلك ربما يكون تصادمًا (مع سفينة أو مركبة أخرى) أو نتيجة وقوعه في شرك وهو الأقل احتمالاً، وهناك أيضًا فرصة ضئيلة لأن يكون هذا تشوهًا (خلقيا). لذا بالطبع يصعب على الحوت أن يتحرك ويسبح بدون ذيل»

يعود "لورنزو" للتأكيد على أن الفيديو لا يسمح تماماً بتأكيد نوع هذا الحوت ولا نوع الإصابة التي تعرض لها، ويرجح دائماً أنه حوت زعنفة، وهذا ما يثير اهتمامه فيقول:

«حوت الزعنفة موجود في البحر الأبيض المتوسط ​​ولا نعرف الكثير عن الحركات خلال فصل الشتاء. ولكن المراجع تعتبر ظهوره في شرق المتوسط نادر جداً»

 لم يكن الفيديو المنشور على صفحة "صيادي ميناء جبلة واللاذقيه jableh port fishermen" بالجودة التي تسمح لنا بالتحقق من نوعه شاهد الفيديو. ونشكر تعاون الصفحة مع رغبنتا بالحصول جودة أفضل للفيديو.
يتكر مشهد ظهور حيتان على الساحل السوري، لكن المشاهدات غالباً ما تكون غير موثقة، فتبقى هوية هذا الحوت مجهولة. وقد ساعد انتشار الهواتف الذكية، من توثيق عدد من الظهورات، وبالتالي فهم أفضل لحركة هذه  الثديات العملاقة قرب الشاطئ وفي الأعماق.

عدا عن هذا الحوت الذي يعتبر ثاني أكبر حوت في العالم وأكبر حوت يظهر في البحر المتوسط، لا بد لنا من أن نذكر بظهور أنواع أخرى من الحيتان قرب الشاطئ في سورية، ومنها فيديو ظهر في العام 2017 نشر على موقع يوتيوب يظهر الحوت الأحدب (Megaptera novaeangliae) وهذا الحوت يظهر بشكل عرضي في المتوسط من حين لآخر. شاهد الفيديو
وفي العام 2009 رصد حوت المنك نافقاً (Balanoptera acutorostrata)على شاطئ محافظة طرطوس، عدا عن ظهورات كثيرة لم تسجل
إذا رأيت حوتاً وصورته، سنكون سعداء بأن نساعدك في معرفه نوعه،